السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا جزاكم الله عنا خيرا وجعل ما تقدمونه لنا من مساعدات في ميزان حسناتكم إن شاء الله..سؤالي يتخلص في الآتي:
منذ 4 سنوات تقريبا تعرفت بشاب من خلال النت عمره 30 عاما وأنا حاليا عمري 20 عاما، في البداية كان تعارفا عاديا مثل أي تعارف بين شاب وفتاة عن طريق النت، وبعد ذلك تحولت هذه المشاعر إلى مشاعر حب متبادل بيننا وصرح لي هو نفسه بذلك، ولكني لم أصرح له مع تأكده من مشاعري تجاهه.. وطلب مني الزواج مع العلم بفارق السن بيننا.
كنت أحس أنه مرشدي وأبي وحبيبي في نفس الوقت، كنت أعرف أن أهلي من الممكن جدا ألا يوافقوا على مثل هذا الارتباط.
لن أطيل عليكم كثيرا، المهم أنه في مرة من المرات قال لي إنه يعاني من مرض القلب، وقد نصحه الأطباء بعدم الزواج خوفا على صحته، وطلب مني أن أبتعد عنه مع تصميمي على الوقوف بجانبه ومساعدته اعتقادا مني أنه لا يريد الارتباط بي، وأن هذه مجرد حجة.
وفي مرة أخرى وجدت رسالة يكلمني فيها على أساس أنه ليس هو، وإنما صديقه يخبرني بأنه توفي أثناء إجراء عملية جراحية له.. انهرت كثيرا وحزنت بشدة، وكدت أجن وقررت نسيانه.
وفجأة ظهر مرة أخرى واتضح أنه لم يمت وأن هذه حجة ليبعدني عنه حتى لا يعذبني معه، ومنذ فتره تكلمت معه صديقتي الصدوقة، وطلبت منه أن يبتعد عني وفي كل مرة يعطيها وعدا بالابتعاد، ولكنه سرعان ما يعود مرة أخرى ويتكلم معي.. أنا أحبه فعلا، ولكني مللت من هذا الوضع.. فماذا أفعل؟...
أرجوكم المساعدة.. وجزاكم الله خيرا.
اسم الخبير/ د.عمرو أبو خليل
الحل :
[color="Plum"]هو في الحقيقة لم يرسل لك خبر وفاته حتى يبعدك عنه.. ولكن ليختبر مدى السذاجة وسطحية التفكير التي تعانين منها..
الحقيقة لم أجد ألفاظا أخف من ذلك أصف بها تصرفك تجاه هذا الشاب الفارغ الضائع الذي ليس لديه شيء مفيد يفعله في حياته وإلا فما أضاع وقته في حياكة هذه الحيل الساذجة والتي لا تنطلي على أحد ولكن -وياللحسرة- وجد من تنطلي عليه.
مثلما كان موته أكذوبة من اختراعه.. فمرضه بالقلب أيضا أكذوبة.. بل هو في حد ذاته أكذوبة.. هذه الشخصية التي يتقمصها.. هذه العاطفة التي يرسمها كلها أكاذيب حمقاء.. ينفس بها عن عقد نفسية لم يجد هو وأمثاله من المرضى خيرا من الإنترنت متنفسا لإخراجها.
نحن حتى في قصتك لا نتحدث عن قصة حب إلكتروني وهمية.. ولكننا نتحدث عن عملية تحايل واستغفال مرضية.. لا ندري سببا لاستسلامك لها تحت ادعاء الحب.. أي حب هذا؟ وعلى أي أساس يقوم؟ هل تحبين الميت أم الحي أم العائد إلى الحياة؟ أي وهم وأي عبث هذا الذي تعيشين في كنفه؟ أفيقي من غيبوبتك.
الحل أن تقدمي بلاغا للنيابة ضده بعدم التعرض لك؛ لأنه نصاب وأفاق ويبتز عواطفك، وعندها فقط سيتوقف عن هذا المسلسل العبثي، ولكن مادام يجد استجابة منك أو من صديقتك لخيالاته وأوهامه وضلالاته المرضية فلن يتوقف.
أنقذي نفسك قبل أن تصابي أنت أيضا بالمرض.[/COLOR
]
